تزخر الحياة بالعديد من قصص النجاح والإرادة الإنسانية التي لا تعرف اليأس وفي مقالي هذا نتوقف مع الإذاعي رضا عبد السلام كبير مذيعي إذاعة القرآن الكريم
فقد ولد وله في كل ذراع 15 سم فقط فجعل من فمه وقدميه وسيلة للكتابة و ذهب مع والده إلى مدير المدرسة الابتدائية وكتبت برجله اسمه واسم والده فتم قبوله في المدرسة وعندما وصل إلى الصف الثالث تعلم الكتابة بفمه وبعد سنوات قليلة تم اختياره كأحسن خطّ في المدرسة
وحصل رضا عبد السلام على 90 % في الشهادة الابتدائية نجاحه 90% وجاء ترتيبه الأول على شبين الكوم وحصل على الشهادة الإعدادية بنتيجة 85% برغم تعبه الشديد في الانتقال من وإلى المدرسة التي كانت تبعد عن بيته بحوالي عشرين كيلو متر
وحصل في الثانوية العامة على 83% وكان العاشر على الجمهورية أما الأول فكان الكاتب إبراهيم عيسى ثم حصل رضا عبد السلام على ليسانس حقوق عام 1978 ثم ليسانس الدعوة الإسلامية وبعد تخرجه عمل فترة قصيرة في احد مكاتب المحاماة ولكن لم يجد نفسه في هذه المهنة ولذا قرر أن يعمل في الإذاعة.
ذهب رضا عبد السلام إلى أحد أساتذته بكلية الحقوق جامعة طنطا وأخبره برغبته في العمل بالإذاعة فأرسله إلى الكاتب الصحفي عبد الوهاب مطاوع وبالفعل قابله في جريدة الأهرام وبدوره أرسله إلى الإذاعي الكبير فهمي عمر رئيس الإذاعة
في ذلك الوقت فسأله : ماذا تريد أن تعمل؟ فقال رضا : مذيع بإذاعة القرآن الكريم ودخل امتحان الإذاعة ولكنه رسب رغم نجاحه فى فترة التدريب بشهادة من كان يدربه ، شعر رضا بمرارة شديدة لعلمه أن السقوط ليس بسبب القصور في إمكانياته بل لأنه معاق فقرر عدم الاستسلام
فذهب مرة أخرى إلى الإذاعي فهمي عمر وسأله: لماذا عندما ينظر الناس لي أتراجع للخلف وعندما ينظرون لأوراقي أتقدم للأمام فكان رد فهمي عمر : أنت جاى تدينى درس فخرج من المكتب ولكن قصة حواره معه علم بها رئيس إذاعة وسط الدلتا فطلب من رضا العمل معه وبالفعل ذهب وعمل لعامين
حتى علم أن إذاعة القرآن الكريم تجرى مسابقة لاختيار المذيعين الجدد فذهب وقدم مرة أخرى وكان رئيس لجنة التحكيم وقتها الإذاعي الكبير حلمى البلك فدخل عليه وكان رضا عبد السلام مرتديا جاكت فقامت بخلعه دون أى مساعدة
من أحد ثم نظر إلى البلك وطلب منه عدم التعليق لحين الانتهاء من إجابة كل الأسئلة الموجودة في ورقة الاختبار وبالفعل أجاب عليها كتابة بفمه ثم أمسك القلم بفمه وأطراف يده وطلب من البلك إجراء حوار إذاعي معه على أن يكون القلم هو الميكروفون فحينما يشير له بالقلم يتحدث وحينما يتجه بالقلم لنفسه فهو من يتحدث وبالفعل اقتنع حلمى البلك به وقرر تعيينه كمذيع في إذاعة القرآن الكريم.
شارك الإذاعي القدير رضا عبد السلام في تغطية أكبر مسابقة للقرآن الكريم في دبي ونقل شعائر الحج وصلاة الفجر من أكبر مساجد القاهرة وقدم العديد من البرامج ونذكر منها وبشر الصابرين،ومساجد لها تاريخ،وقطوف من السيرة،ومع الصحابة،وأمسيات دينية
كما قام بتأليف كتابين الأول عن أشهر المعاقين في العالم، والثاني بعنوان (حياتي) هذا وقد حصل رضا على الدراسات العليا ويستعد لنيل درجة الدكتوراه.
إن قصة الإذاعي القدير رضا عبد السلام تستحق التقدير والتعلم منها،فقد نتعثر ولكن علينا ألا نتوقف فطالما الشمس سوف تشرق غدا فسوف يتجدد الأمل .